يا عزيزي..
هنيئًا لي..
لقد تخلصت منك!
أأنتَ فَرِح الآن؟
هه، بالطبع أنت كذلك، تظن أنك تخلصت من تلك الطفلة العنجيهة المتيمة بكَ..
ولكن لا بأس لك حق الظنون..
لا ألومك..
لكني..
أردتُ اخبارك
أنه في يومًا ما..
ستمشي بعزةٍ وفخر أن امرأةٌ مثلي كانت تعشقك!
تضحك وتقول هه، وكيف؟
وأنا أُصر وأقول أنك ستتباهى إنّي كنتُ أعشقك..
ستفرح؛ لأني ذات يوم كنتُ أُحادثك..
ستمشي في الشوارع متفاخر، وتُريهم المحادثات وتقسم بالله عز جلالتهِ، إنّي كنتُ أحبُّك..
ولكن ومع الأسف لن يُصدقك أحد..
فمن المؤكد أن امرأةٌ مثلي، لم تكن لِتُحب شخصٌ مثلك!
أوه، هل ذكرت لكَ جزء الندم؟
يا عزيزي أود أن أقول لك أنك..
ستندم أيضًا..
ستندم على شخصًا أحبَّك بكل جوارحهِ..
لكنك أذيتهُ بكل ما تحمل مِن كُره..
ستندم؛ لأنك جعلت شخصًا ذائبًا بك، يتآلم..
ستندم، وستنوي العودة ولكني لن أعود!
فأنا يا سيدي أعدُّ لك كل مرة كتبتُ لك فيها بترفٌ وبحبٌ سرمديٌّ، ولكنك أعتبرته هُراء ولم تقرأ..
عَددْتهُ وحرصتُ على أن أدونهُ في حجارةٍ عتيقةٌ بفؤادي..
أي أنه من المستحيل أن تخفي رياح الشوق ما فعلتهُ بي..
ستندم؛ لأن شخصًا مثلي ذو شهرةٌ عالية، واسمٌ معروف، في يومًا ما أحبَّكَ ولكن أنتَ قابلته بالأذى..
ذات يوم ستأتي بين الآف المعجبين الذين يطلبون توقيعي، وصورةٌ معي..
سأقبل أن أوقع لهم جميعًا، وسأقبل أخذ صورةً معهم جميعًا..
عدا شخصًا..
عدا من جرحني، عدا من سبب لي الآلم، عدا من تسبب ببعثرة روحي، وتشتت أفكاري، عدا ذلك الشخص الذي سجنني بين أربعةٍ جدران..
جدار الحزن، والآلم، والتفكير، ورابعهم وأكثرهم قسوى..
وهو الذكريات!
أظن أنك فهمت أن ذلك الشخص هو أنتَ..
رُبما أنتَ الآن تقرأ رسالتي هذه..
ستقول ما بال هذه العنجهية!
ماذا فعلتُ لها؟
حينها أُطالِبُّكَ بِتذكر أفعالك..
ستجدها قاسية..
ستجدها قاسية، بالنسبة لشخصًا كان متيمٌ بِكَ..
حينها أُطالبك أن تضع نفسك محلي..
وعندما أقول يومًا ما يا عزيزي..
لا تعتقد أنه يومًا بعيد..
أنا لا أعلم متي يحل ذلك اليوم، لكني اؤقن أنهُ قريب..
ولكن أنا من هذه الثانية إلى ذلك اليوم، سأحرص على أن أُشفى مِنكَ كُليًا..
سأبتر هواك بكل ما أحمله من قوة..
سأحرص على أن أتخلص من استحواذك عليّ..
و حين ما يأتي ذلك اليوم..
سأحرص على تنفيد عهودي..
ولكن ليس عهدي الآول!
ليس ذلك العهد الذي كنت أقول فيه إنّي أن لم أكن لك فأنا للا أحد..
لا لا، أذا كنت تعتقده ذلك، فلا قد تكون مخطئ..
أقصد هذا العهد..
هذه الحروف التي كتبتها الآن، بحرقة..
التي كتبتها وأنا أتظاهر نِسيانك..
التي كتبتها ودمعي المهراق ينهمر على وجنتاي..
هذه العهود الذي لن أنساها ياعزيزي
لن
أنساها
فأنا
سأوشمها
بقلبي
وبروحي
سأرسمها
حتى
أجعلها
حيث
لا محل
لها من الهرب.
لا محل
لها من النسيان..
وسأجعلها
تحت وطأة الذكريات..
بما يُرضيّ نفسي..
-نوران فؤاد أبو غرارة.
تعليقات
إرسال تعليق