على جزيرة النكران نستقر،
أنا وأنت،
تسقينا من شواطئها ماء الشك تارة،
واليقين أخرى،
تطعمنا من ثمارها حبة،
تنهش داخلنا ببراثن من علوّ..
نقيضان نحن،
تجمعنا نقطة،
في آن واحد،
نصف منا بترت الحياة طرفه،
وآخر لايزال يقاوم،
كلانا يخشى أن تشابه الحياة الآخر،
وتبتر طرفه الباقي،
بعد يقينه أنه عوضٌ عن المبثور!
وهنا نقطة التشابه،
في الآن الواحد..
عند باب البوح،
نقف صامتين،
وعلى الأريكة،
نجلس منتظرين،
وعند الواحدة صباحاً،
نبكي محترقين.
تطالعني فأدور للجهة الأخرى،
بينما أختلس إليك النظر،
تأتي أنت، أذهب أنا،
أبقى أنا، تذهب أنت!
يعزّ عليك،
أن تعيد التجربة تانية،
وتطابق نتائج الأولى،
ولكن..
يعزّ عليّ،
أن أرمي بنفسي لتقتاتني صنارتك كسمكة،
يعزّ عليّ،
أن ألقي بنفسي نحوك دون سابق إنذار،
وأنا التي كبرياءها يفوقها قُدرة،
يعزّ عليّ،
أن اعترف بأنني غريقة في بحر عيناك،
ولا طوق لنجاتي سواك،
وأنا التي استنجدني كل مرة للنجاة،
يعزّ عليّ،
أنني امرأة شرقية تقيدها الكرامة،
تأبى الإفصاح .
ريما حموده
تعليقات
إرسال تعليق