مرحبا مجهولي العزيز!
هأنذا أمام مذكرتي من جديد، ترى ماذا عساي
أن أكتب إليك هذه المرة؟ أقضي معظم ساعات
غيابك في الكتابة، تلك الساعات التي تأخذك
بعيدا عني، إن سفرك أرهقني،
وأظلم ضواحي أوردتي،
مدن أوردتي كانت تحمل كل رائحة زكية في وجودك،
وبذهابك منها رويدًا رويدًا ضاقت الأجواء،
سماء قلبي مهيئة لموعد مع بكاء وقحط طويل.
هل أخبرتك رسائلي عني؟
لقد احتشدت بها الرفوف والصناديق، وصرت أبحث عن جرار لأدسها بها.
ماذا عنك، هل تكتب لي كما أفعل؟
حدثتني عن رسائلك قليلا، إني مجففة جدا كورقة
الخريف المناضلة، حائرة كقصيدة مقضومة،
لقد التهبْتَ مفاصل أيامي ببعدك،
خبّئني وحروفي في إحدى جرارك، وأجبني!
متى يصبُ حضورُك نهرًا من طلوع؟
#خلود عمرو مسعود
تعليقات
إرسال تعليق