القائمة الرئيسية

الصفحات

دار نشرٍ ومجلة لدعم الكُتَّاب الناشئين والصاعدين.

كيف عساني أن أعلم؟/بقلم الكاتبة: شذى البوسيفي

 سُئلتُ ذاتَ مرةٍ عن الحب؛ فكانت إجابتي ساخرة:

_ أنا لستُ جُولييت، ولا يوجد شخصٌ كروميو، فكيفَ عساني أن أعلمَ عنهُ شيئًا؟


ولكن اتضحَ لي أن الأمر لا يتعلق بكونِ روميو هو روميو، وجولييت هِي جولييت، وقصةُ حبهِما أشهرُ من نارٍ على علم..

لا، فإن الحُب يختلفُ تمامًا عن مُعتقداتِنا الهجينة، فهو ليسَ بين العاشقين فحسب..


الحبُّ يشمل حب الله ونبيهِ، حبَّ العائلة، حبَّ الأفكار، الإنجازات، والأصدقاء!


كل هذه الأمور نُحبها بمشاعِرنا نحن، بدواخِلنا، تنبعُ من أجوافِنا، تفيضُ خِلالَ هواجِسنا؛ كجفرٍ عُمقه بضعفِ عُمقِ بلاغةِ كاتب، ووزنِ شاعِر، وغرابةِ فيلسوف، وتِلاوةِ إمامٍ حافظ، وخُشوعِ عبدٍ منيب، وبسالةِ جُنديٍّ يتحدَّى العوادي..


أما الحُبُّ بمفهومهِ الرائج؛ ما هو إلا جمعُ عُنجهيةِ جُل البشر.

ما هو إلا مشوبٌ بينَ التخمطِ والانحِلال!.


لم يتذوقوا طعمَ الحبِّ الحلال، وإن سألتهم نُصحًا لوجدتَ من التبريراتِ ما يجعلُك تتعجبُ؛ كتعجُّبكَ عندَما تعرفُ الإسكندر الأكبر بجبروتهِ وادعائهِ الألوهية!، وما مِن إله إلا اللهُ الواحدُ القهَّار..


خفَّفوا الأسماء كأنهم سيخفِّفونَ العواقب، ولكن لا؛ فلا زالت العواقبُ وخيمة. جعلوا من العلاقاتِ المحرمة ارتباطًا، وحريةً شخصية، بربكم؛ كيفَ يكون الخروجُ عن أمرِ اللهِ حريةً شخصية، واللهُ هُو معبودكم؟، تفكيرٌ خارجٌ عنِ الدين والمنطق!


وما لنا إلا أن نسأل اللهَ الهدايةَ في كلِّ أمر.


|شذى البوسيفي

تعليقات