غالباً ما طرأ على مسامعك مُصطلح الإكتفاء الذاتي،
وهو ذو معنى واضح، ويتفهمه الأغلب منا،
لكنه في الواقع هو رأسُ القلم لمخطوطةٍ عميقة،
ذات معانٍ عدة، لا تُلخصُّ في جُملة أو سطر،
أو حتى كتاب، تحتاجُ للإطلاعٍ في غايةِ الدقة،
مُكتظٌ بالرغبة المُلحة لإكتساب آلية "الإكتفاء الذاتي"
آلية الإكتفاء هي التكيف والتوقف عن الإستناد
على أي شيء أو أي شخص، فهو يستند
إستناداً تاماً على الذات البشرية .
فعند إعتناقك هذا المبدأ، وبعد إكتفاءك وإستنادك
التامين على ذاتك، ستلجأُ لنفسك دائماً،
ستشعر بروحك المُستقلة والحُرةِ والنابغة فطنياً،
ستُعالِجُ جُل مشاكلك بنفسك، سَتُرافقها،
وتُحفزها، وتُحطمها، ستُكافئها على أبسط نجاحاتها،
وسَتُعاتبها على ما تفعله من أخطاء،
بإختصار ستكون لنفسك الحُضن، السند،
المناص، الملجأ، المقصد، الملاذ، المسكن، الخليل،
الصديق، القرين، الرفيق، ستكونُ كُل ما في حياتك،
وهذه أعلى درجات النضج، والإعتراف بجل تفاصيلك
ومميزاتك وعيوبك، ستتسامح مع عيوبك و تعترف بها،
وعندها ستُصبح حياتك هادئة أو أكثر هدوء على الأقل.
تتميز هذه الآلية بعدم الإتكال على أي مخلوق،
فتكتفي بإستنادكَ على الخالق،
ومن ثمَّ ذاتك ستتعرف عليكَ وتتعرف
على مُفضلاتها من كُل تفاصيلٍ دقيقة ..
هي أشبهُ بخلوةٍ مع الذات للإستجمام والإسترخاء،
ولكنها لفترةٍ كبيرة بعض الشيء،
ولربما تستمر مدى الحياة،
حتىٰ إن تخليتَ عن بعض حدودها في مواقفَ
عدة لكنكَ لن تتخلى عنها البتة،
لأنكَ ببساطة وجدتَ فيها راحتكَ و ذاتك،
وهما الأهم في حياتك .....
تعليقات
إرسال تعليق