القائمة الرئيسية

الصفحات

دار نشرٍ ومجلة لدعم الكُتَّاب الناشئين والصاعدين.

لم أنتبه/ بقلم الكاتبة: أروى الجعفري

الثانية عشر بعد منتصف الليل، كـعادتِي جالسة أنظر إلى السماء تارة وإلى نجمتي الضاوية تارة أخرى، شاردة الذهن لا أفعل شيء سِـوى التأمـل حـول لمعان النجوم لـطالما كانت تذكرني بـك؛ كذلك زرقة السّماء المنعكسة على الأسطح مع نسمات باردة للغاية أيضا هبات النسيم هُـنا وهُـناك، حاملة كـتابي والمفضل لديّ، وأصوات موسيقتي على صوتٍ خافت بالمناسبة

لم أعد أحبك، نعم لقد نسيتك تماماً ونسيت تاريخ ميلادك و الموافق الثامن من ديسمبر، نسيت تماماً تفاصيلك ولون عينيك بلونهمـا بُنياتان فاتـح بإشراقة الشمس عليهما، نسيت كنتُ أُحب عندما ترتدي معطفك الأسود الدّاكن لأنه لوني المفضل، نسيت مشروبك المفضل سڤن، نسيتك تماماً مثل ما ذُكرت .

كذلك عندما إلتقينا لقاءنا والأخير عند ذاك المقهى وقلت لماذا لم تنتبهي لِـي؟

فرددت قائلاَ : عُذراً .. فعلاً لم أنتبه لوجودك هنا منذ حوالي الـ سبع دقائق، حقاً لم أنتبه لإبتسامتك للفتاة عابرة طريق أثر مساعدتك لها وأبتسمت لك كدتُ أثير غاضبة، حقاً لم إنتبه للتفاصيل، لاسيما وأنا منتبهة للتفاصيل بالفعل . 

وها الآن تمر سنة على مدة فراقنا من اليوم وإنتهى حُبنا !  لم أتفاجئ قط، كانت سنة مليئة بالضوضاء سنة وكأنها ورود ذابلة بعد إن كانت مزدهرة وفاتحة ألوانها، كنتُ أريد أن أخبرك عن الوحدة التي تتآكلني، عن الهالات السوداء تحت عينيّا من أثر السهر، عن بُكاء الأيام على وسادتي من فرط دموعي عليها باتت تتألم، كذلك فشلي في تحسين ظروف دراستي، عن ماكنتُ أسعى إليه من آمالي وأحلآمي المستقبلية، عن كل شيء أنهك بي وأتعبني، عن أفكاري التي تدور وتتلاشى حول رأسي بك، وكأنني كنتُ أخوض في معركة وصراعات قوية وحاسمة مع نفسي، كنتُ أتمنى أن أرى إتصالاً منك أو رسالة تُخبرني حقاً إنك فشلت في تجاوزي ولازلت تحبني، كنت أتمني ولو أراك لمرة واحدة على التوالي بعد كُـل هذه الأشهر التي مضت هباء، أنا أعرف إنني من الصعب التجاوز هذه المرحلة وكم تؤسفني خيبة الأمال، لكنني لم أشعر قط بأنني أعاني إلى هذا الحد من فرط الشعور، يسعدني كوني ولـِ كونني سأبدو قوية وصامدة بكامل قواي العقلية رغم كل هذه التجاوزات اللانهائية، والتي باتت الذكريات التي كانت تجمعنا راسخة في ذهني، إنتهت لهفة وشوق لقائي بك، تبلّد شعور الإشتياق بداخلي، نعم إنتهى كل شيء حدث جميل بيننا، أنا تعبة، تعبة للغاية كيف لي أن اشرح بإنني حقاً متعبة من الطريق وكأنني أخطو خطوات لا أعرف نهايتها، من الأيام والوعود، الصبر، شدتي، غضبي، حزني وألآمي وخيباتي، وقهري، أصبحت غريبة وانطوائية جداً في الآونة الأخيرة أتكلم مع نفسي طوال الأوقات تتصدع الأفكار من رأسي، هذا العالم سيئ حقاً أتصارع معه كل يوم كان هذا قاسي جداً على قلبي، أشعر دوماً باليأس وعدم الصبر، وكأنني أصبحت زهور ذابلة وأجواء قاحلة تمر بها حديقة بعد إن كانت شهور تتوردّ، شعوري مُرعب للغاية وأمر يرهقني حقاً، ملامحي باتت شاحبة وتبهتت ألواني وراحت ضحكاتي المتعالية الأصوات كما تعرف، سيطر الإكتئاب عليّ وعم الصمت والسكوت لـديّ بعد ما كنتُ إنسَانـة إجتِمـاعيـاً تسعد من تُحب برحآبة صدر

بالمُـناسبـة لـم أعـد أُحبـك، وحقاً لم إنتبـه

تعليقات