(أليستروميريا)
ذات يومٍ، وعندما كنت أتجوَّل في إحدىٰ حدائق إيطاليا، التي دائمًا ما كنت عند ذهابي لها تمتلئ روحي بالحُبور، وكعادتي أتأمَّل الأزهار،
رأيتُ زهرةً تسمىٰ أليستروميريا،
تبدو رائعةً، جذبتني هذه الزهرة من بين مئاتِ الأزهار،
رغم أنَّها كانت ستبدو عاديةً في نظر أي شخصٍ آخر، إلَّا أنَّها أبهرتني صدقًا، وأعتقد أن سبب إنبهاري هذا هو تذكُّري لصديقتي البعيدة عند رؤيتي لها، صديقتي ذات الأوصاف الجذَّابة -في نظري-، عاديَّتها المُبهرة، وتفرُّدها المثير للفضولِ، وتأثُّرها بتغيُّرِ الفصولِ، رقَّتها، لونها المريح، كلُّ هذه الصِّفات التي لا تجذب سِوىٰ ذوي الذوق الرَّفيع، ذكرتني بصديقتي..
بالتَّأكيد لم يكن تواجدي في إيطاليا يُنسيني صديقتي ولو لمرةٍ، ولكن هذه المرَّة كانت مختلفةً تمامًا، رؤيتي للزَّهرة وتذكُّري إيَّاها؛ كوَّن في ذاكرتي ترابطًا لا مثيل له، من الآن فصاعدًا؛ ستكون هي زهرتي المفضَّلة، ستكون هي الدافع الرئيسي لذهابي للحديقة في كلِّ مرةٍ، كيف لا؟ وهي من ذكَّرتني بأجملِ روحٍ عرفتُها فالوجود.
ثناء فتح الله عبد العالي.
تعليقات
إرسال تعليق