الأم
هل تكفِيها الأسطُر لِلتعبير عنهَا؟
-تالله الثمانِية والعشرون حَرفًا لن تفِيَ حقَها، فعن مَاذا سأكتُب؟
عن حِنها الذي يغمِرنا كُل يوم، وإن وزّع على العالم لتَبقى منهُ الكثِير، أم عن حُضنها الذي أرتمِي فِيه في
حين حُزني وفرحِي، وأتَحول فيه إلى طِفلة بِعُمر العاشِرة؟
أما الدفءِ والأمَان الذي يكُنّه لو تحدثتُ عنه من اليوم إلى الغد،
لن أستطِيع وصفَه.
ويالا قُوتها التي لطالمَا واجَهت بِها
مَصاعب الدُنيا ولم تضعف قط، تُبين لنَا دائمًا
أنها قادِرة على فعل كُل شيء دون تَعب وملل.
فكَم تعِبت عيناهَا في السّهر على راحتِنا،
وكم ألم ضَاقته يداهَا وهِي ترعَانا؟
أُمي مُختلفة عن الجَميع، هِي جنَتي،
وبيتِي الدافئ ، هِيَ الحُضن الذي أحتمِي فيه،
هيَ الأمل الذي أعِيش لأجلِه.
تُعطي دون أن تنتظِر المُقابل، مُكافحة،
طبِيبةُ قلبي وعافِيةُ جَسدي.
ربِيع البيت هِيَ؛ فبِوجُودها يُزهِر،
وفورَ خُروجها يحضُر الخَريف.
هيَ الماءُ الصافي الذي لايتَلوث أبدًا،
ولا تُعكره الأحداث، هيَ قُدوتي في الحَياة؛
فأنا أتَمنى أن أكتسِب صبرهَا،
وقُدرتها على التحمُل، وعطفِها الدائِم،
وحتى طبخِها اللذِيذ.
سأُحاول جاهدةً طِوال حَياتي أن أعوضَها
عمّا عاشتهُ من مُرً لأجلِنا؛ ففضلها لايُنسى وحُبها لا يُعوض.
أُمي شمعة تُضيء عُتمتي،
وبلسم يُطيب جُروحي،
صندوقً يحِمل أسرارِي،
هيَِ الخريطة التي تُوجهني،
هيَ من آتي إليها مُشتتة وتُرتبني،
باكِية فتُفرحُني، بائِسة فتبث في قَلبي الأمل،
هي الحُضن الدائم والقلبً المعطاء.
دُعائي في كُل صلاة يارب أن لا تُريني يومًا بِدونها.
•ندى فتحي
تعليقات
إرسال تعليق