رسالةٌ مِني ألي!
عزيزتي حفيدةُ الخيبة أبِنةُ الندم سليلةُ العشم القريبةُ
إلى الوحدَةِ حدَ الجُنون.
بوجهٍ مُتهكِم مُتربي على الهدوء تواجهين طيفَ الأرق
تختارين ألطف ابتسامةٍ وأبردَ نظرةٍ من خزانة الكَذِب،
تقِفينَ بشموخٍ على شباكِ السنين تُراقبينَ تسرب
الأيامُ منكِ وتربص الموت بكِ بعيناهُ الجاحِظتان،
تفتتين قمح قلبكِ ليليق بفمِ الفُراق وتُخفينَ طحنَ أشلائك،
تترنحينَ سكرى على أطلالِ هزائمَكِ المُتراصّة بدقَةٍ،
تُلقي بسلتكِ الممتلئة بالذُعر،
تجُرّين خلفكِ حشدٌ كاملٌ من الذكرياتِ الغابِرة
وتفعلين ما بوسعكِ وماليس كذلِك لتُكملي هذهِ
المسرحية الساخِرة، تستنجدينَ الله ليمنحكِ
الموت ولاشيء سواه، أسمعُكِ في صلواتكِ
تسألينهُ بطمَعٍ وأرى ذلكَ جَليٌ في نظراتُكِ،
في كُلِ يومٍ جديد تتنفسينَ الفِرار،
وتُراقبينَ أزِقةَ حياتُكِ بخلسَةٍ باحثةً عَنه،
تُخفينَ وراءَ صمتُكِ كسْرَ المصابيح
واستباحةُ الضُوء وتُبَددِين الظلامَ بنورٍ زائِفٍ
في سبيل الهرب من الإنطفاء،
تستمرينَ بالتنقيبِ عن طُرقٍ تصلُكِ بكِ لكنكِ أبعدُ
مِن أن تصِلين.
والجميعُ يراقبونَ صمتُكِ وإنسابُحكِ من الحياة،
تُثيرُهم ملامحُكِ الفَزِعة ويفتِشونَ
بحفاوةٍ بدهاليزِ حياتُكِ بينَ طياتِ الأيامِ
عن المعرَكة التي تفننَت في ثقبِ قلبكِ،
عن الفجيعَة التي خدشَت روحَكِ والمرارَةُ الخَرساء
التي لا يعلمُ عنها أحدٌ، عن معركتكِ الضارية
التي خُضتِها بجسارةٍ، عن نظرةِ الأسى
في وجهَكِ ونبرةُ التردُد في صوتكِ.
لا يتوقفون عن التلصُصِ على عُزلتُكِ الهشة
وكسرَ قوقعتُكِ الكاذِبة، عن تلويثِ هدوءِ
صمتُكِ بضجيجِ أصواتِهم، عن نبشِ طياتِ
الذاكرة والذكريات بحثًا عنكِ
وأنتِ التي لاتمتلكينَ أيُ طاقةٍ ولا تكفيكِ لغةٌ لوصفِ فجيعتِك.
#خـولة_بسـام.
تعليقات
إرسال تعليق