القائمة الرئيسية

الصفحات

دار نشرٍ ومجلة لدعم الكُتَّاب الناشئين والصاعدين.

شخص لا يتنازل/ بقلم الكاتبة: ريما حموده

 هل جربت أن تكون،

شخصاً لا يتنازل!

جرعته الحياة علقما، 

فتكت بداخله شرخاً لا يستيطع ترميمه.

هل جربت أن تكون،

حبا غير متبادل !

ذو أحلام يقظة بواقع جحيم يلظ سعيرا، 

تنتفض حين تتذكره، وترتعش لمجرد ذكر اسم مشابه له،

وكأنك صمّ عن كل الأسماء غيره،

تبحث عنه، تراقب حسابه، تتأمل نشاطه، تُتابع آخر التعليقات، تحلل كل كلمة كُتبت، وتهرب من فكرة الرحيل كلصّ بارع، 

تتقمص دور اللامبالي، بينما كل جزء داخلك يحترق،

تحاول إخفاء اللهفة، تتعمد تجاهل التفاصيل، لكنها محفورة محفوظة في الذاكرة عن ظهر قلب.

هل جربت أن تكون،

مُكبل مطوّق، لا تستطيع الفرار، 

إن حاولت التقدم يقتنصك بؤبؤ عيناه من أمام كعدو، وبحر الخيبات يحيطك من وراء إذ حاولت التراجع!


يحدث أنك الذي لا يغرنه أحد،

تسقط سقوطاً يهشمك كليا،

يحدث أن ملامح عادية جدا تلفتك،

وتجزم أن لا غيرها تعجبك،

وفي كل مرة تراها،

تشعر كأنك للتو أبصرت!


الحقيقة أدرك قدرة الاستمرارية والمواصلة، 

حتى أنني أستطيع تجاوز أي شيء، 

ولكني أجتنبك وكأنك معصية وأنا عبد قيد توبة!

أخشى عليك..

من فتاة تقليدية لا تشابهني،

جدية لا تعطي بالا لطبيعتك، وأنا التي جميع أصناف الفكاهة، تُحمل في جعبتي وحدها وتتقدم إليك.

من اعتيادية في الكلام،

وأنا التي كل كلماتي تعاد حياكة نفسها، بنسيج المزاح والدعابة وترتديك.

أخشى عليك من متغطرسة لاذعة مقذعة، 

تعايرك بصغر عينيك وأهدابك الناعسة، وأنا التي غُرمت بها للحد الذي يجعلني أهذي وأنا في قمة الصحوة.

بواحدة لا تمدحك،

ترى شفاهك السقلاتية عادية، وأنا التي مذ رأيتها لا عادت الوردية تغريني.

بأخرى،

لا تتلذذ بصوتك العذب، وأنا التي اتخذته نشيدي الوطني من أول لحظة.

أخشى عليك من أخرى، لا تحفظ ملامحك، تواريخك، ولا تلقي بالا لتفاصيلك.


اعلم أنك أكثر شخص متأنّ متمهل، ولكن ثلاثون يوم ألم تكفيك؟



ريما حموده.

تعليقات