كيف كانت الحياة ستكون لولا الطفولة؟
ماكُنت سأتجاوز لولا نفحة الطفولة اللتي لم تفارقني إلى الأن ،الضحك بشكل يؤلم المعدة بدون سبب ،المزاح مع أختي والسخرية من كُل شيء ،مشاكاة أمي بعد يوم دراسي متعب ،الدموع اللتي تملىء عيناي أثر كلمة أو موقف ،حُبي لأشخاص لاتربطني بهم صلة ،أفكاري العميقة وخيالي الواسع الّذي يجعلني أشعر إن بإمكاني إحتلال العالم ب قلم وقلب وخيال ،إهتمامي بأدق التفاصيل وملاحظتي لأصغر الأشياء حولي ،حماسي الزائد حول الأمور القادمة مهما بدوت لغيري لاتستحق الحماس ،سعادتي بالأشياء البسيطة كإعجاب أحدهم بشكل إبتسامتي ،حلقة مسلسل قديم يعيد لي الظهيرات الدافئة البعيدة منذ سنوات ،المطر والغيوم والنسمات الباردة اللتي تجعل خصلات شعري تعزف على أوتارها ،حماسي لصباح يضم في حفنته رحلة عائلية أو مناسبة ما ،كتابة الرسائل الطويلة لمن أحب ،الخجل المفرط وتورد وجنتاي عند الحديث ،تخبئة رأسي في كلتا يداي إغماض عيناي بقوة عندما يغازلني أحدهم ،معرفة ما في حوزة الشخص الّذي أمامي من حُب أو كره لي ،حُب الصباح ،وكُره الليل لأنه يجعلني أتجرد من كُل شيء وأتذكر إنني وإن كُنت لازلت بروح طفلة فهذا لاينفي حقيقة إنني كبرت وإن ماعلق بي من الطفولة لايجدى نفعاً وصوتي ونظرة عيناي وشكل ملامحي اللتي يحتفظان بشيء من الطفولة مجرد هراء ،وملابسي الطفولية وإمتناعي عن وضع مستحضرات التجميل في المناسبات لن ينكر هذه الحقيقة فكلما سئلت عن سبب إمتناعي عن وضعها تهرب تلك الطفلة اللتي بداخلي وتأتي تلك الشابة ذات التاسعة عشر لتقول بغرور وغطرسة "جمالي لايستحق "
تأتي بغرورها لتهديني الحقيقة المُرة وأتجرعها بكُل أسى إنني لم أعد طفلة في التاسعة كما زعمت
دعاء عمار
تعليقات
إرسال تعليق