سأدلُ اليوم من وجهة نظري بشأن
الثقافة المتصنعة
وبشأن تقديم النصيحة المتصنعة، كثيرًا ما نجد أغلب الناس لا يسمعون النُصح! ويتخذونها هزوًا ولعبًا
لماذا يا فكري لا يسمعون النُصح ويدركون عظمة ارتداءها؟!
سأقول لك لماذا؟
يا عزيزي:
بعض الناصحين يُشعرك بأنهُ أكثر علمًا منك، أو يبدو كأنهُ فيلسوف وبرفسور زمانهِ وتبقى أنت في دائرة الأعمى المغفل وهذا ما لا يُحبّذه العديد من الناس.
ثانيًا يأتي إليك شخصًا يدّعي النصح
وينصحك على العَلن وأمام الجميع وخلف ستار نُصحه لا نجدُ ولو أوهن النُّصح تُحيكها أفعاله، و هذا يظهر و يؤكد لنا بأنها انتقاصٌ من قدر الشخص المنصوح وإظهار لَعِيبه!
يا عزيزي فعندما تتحسّس مشكلة ما، و يهبّ وسواس النصح الذي في داخلك ليسقي المقابل لعلك تظنّ بأنه الحل الوحيد الذي ينجي به المقابل فهُنا لا مفر من الغرق.
أنظر معي
ربما للأمر دوافع منها أنّك تشعر بشعور جيد عندما تساعد الناس، ربما يُبديك الأمر هذا أكثر ذكاءً، أو يساعدك على السيطرة على المحادثة واجتذابها وملئها بحديث بدلًا من الفراغ، لكنّ لهذا ثمن أيضًا، فيبديك متعاليًا، أو يحثّك على أن تعطي حلًا سريعًا ويشتت أفكارك ويفقدك لب فكرة الحل وأنت لا تدرك بأن النصح
يحتاج حسًا جيدًا ثم اتزان وتفكير دقيق وأنت لم تفهم الصورة الكاملة.
يا عزيزي:
فإذا لم تستطع أن تقدم النصيحة بشكل صحيح و متزن، فحاول تقديم النصيحة بشكل متواضع حتى وإن كانت بسيطة الفهم ، لكنها ستُشير على إنّها حل واحد،لا ثاني لها ومن المؤكد أن هناك حلول غيرها كُثر فالأمر لا يتطلب منك أن تفرد عضلاتك على الآخرين وتكون أنت الناصح الأفهم، أو يكون نصحك من باب النّقد و تَظُهر بأنكَ الأقوى والأنجح، لا
فالنصيحة تطلب تواضعًا وقول عذب وأسلوب سلس يجذب المنصوح لنصيحتك من حسن تعاملك قبل المغزى منها.
فالنُصح يا عزيزي قبل أن نفرز هرموناتها للآخرين فعلينا أن نتذوقها نحن قولًا وفعلًا ،
وقد تبقى مشورة ويخرج كلاكما من حلقة الناصح والمنصوح بروح مرضية لكل حرف قُيل دون تنمص وتقمص،
فلا تنصح ونيتك لم تعزم الصلح
ونصيحتك هذهِ ستكون بمثابة تاريخ يبقى آثاره متعلقة في نفوس من هديتهم أقوالك بنعومة القول، حُسن الأسلوب، و كيفية النصح الجيدة.
-فكري محمد الخالد
جميل بالتوفيق ي قلب
ردحذف