تمُر الأوقَات…
تمُر الأوقَات وها هُنَا أنَا مُتواجِد عِند نفس النُقطة بعدمَا هُشِّم مُحيطي، أرى من حولي الدمَار والحُطام مُتكدِّس، ولا تظهر عليَّ أي ردة فعل، عقلي فارِغ كمَا وجهي وقلبي، أرَى وجوهًا تُظهِر الشفقة عليَّ، وبعضها الآخر ترسم تعجُّبًا على ثناياها، بينمَا أنا أُبحلِق وكل ما يجول في فِكري هو "كيف سأقف وأُكمِل بعد هذا الدمّار المُمِيت؟" عندها وجدتُ نفسِي مغمورًا في أحضانٍ دافئة بين يدين تُربتان بِرقّة عليَّ، خرجتُ عندها من غوصي في صدمتِي إلى برِّ الوَاقع، فانهمرت عَبَرتي بغزارةٍ حامِلة معها شهقة عجزتُ عن كتمِها متبوعةً بترديدي: "ربِّ آجرني في مُصيبتي وأخلف لي خيرًا منها" فوقفَت قدمَاي تمشي متجاوِزةً ذلك الحُطام، وخُضتُ دربًا وَعِرًا توالَت فيه المشقّات ولسانِي يُردد طِيل الرحلة "ربِّ إنِّي عليك توكّلت، فدبِّر لي أمري فإنِّي لا أُحسِن التدبير" بعد حِينٍ شاق بدأ مسلكي يلين، بدأت الرياح في إرسال نسماتٍ مُنعِشة تُثلج الصدر، فوجدُت أخيرًا بديلًا لِحُطامِي، لَبِنَةٌ لتشييد ما هُو بديلٌ، فبدأتُ عملًا شاقًا من الصفر حتَّى النِّهاية السعِيدة، الّتي رأيتُ فيها نِتاج جِدِّي واجتهادي أمَام ناظريَّ واقعًا، دَمَعت عيناي فرحًا وتبسّم وجهِي سرورًا وردد لسانِي "الحمدُ لله الّذي هدانا لِهذا وما كُنَّا لنتهدي لولا أن هدانا الله"…
تعليقات
إرسال تعليق