بعنوان: سقوط إلى أعلى.
غيمة بيضاء لا تعرف التلوث، تمطر لطفًا، تنشر سرورًا، وتضمر حبًّا للعالم بأكمله، مغلفة بالأزهار، نقدها ونصائحها مديح، لا تختفي إلا عندما تحس بأن الطقس لم يعد بحاجتها، غيمة وحيدة... لكنها لا تحب أن تجد أحد لوحده، غيمة حزينة... لكنها لا تتحمل أن ترٓ تعيس، غيمة حساسة... لكنها تضطر أن تتجرد من هذه الحساسية المفرطة، غيمة إذا بكت سقت، وإذا حزنت حمت وصنعت ظل، فقدت نوازنها وسقطت في أعماق النفس المظلمة، حاملة معها الحب واللطف والسرور ما غرقوا وما تركوها، ازدادت حزنا ووحدة وظلمة، كانت تراقب مقل الأشخاص الذين يراقبونها، نادت، وطلبت المساعدة، هذه المرة الأولى التي تتفوه فيها بطلب المساعدة شعرت بمذاق الكلمة المر لكنها تجاهلته فما تعيشه في هذا الآن أمر، في لحظة من اللحظات انبعث فيها إحساسان قويان إحساس لم تعهدهما إنهما الخيبة، والانكسار، شعرت بالانهيار وكادت تذرف الأنهار لكنها استطاعت فقط أن تذرف الدموع كشخص طبيعي-لو كانت على طبيعتها غيمة لذرفت الأنهار- تساقطت الدموع مبللة أرض قاع النفي الصحراوي، فنبت نبات الإدراك- وهو نبات لا ينبت إلا بنوع ماء خاص وهو دموع اللجوء للأقوى من المخلوقات كلها مسلمًا نفسك إياه موقنًا ومؤمنًا به- أخذ يرتفع ويرتقي بها إلى أن أخرجها من القاع ثم تحول إلى طيف لطيف، قال لها: "هذا المكان لايناسبك، أنتِ أصبحتِ شخص يقيني ارتقيتِ إلى أعلى الدرجات التي مقرر على البشر الوصول إليها، مبارك لكِ هذا، حافظي على هذا المستوى". ثم حاوط قلبها.
ـ سليمة بشير.
تعليقات
إرسال تعليق