خطرت ببالي كُل تلك الليالي، التي أقفُ فيها، وأمدُّ عينيّ إلى السماء، وأرفعُ يديّ في رجاء، وأدعو، أدعو بهلفةٍ كبيرة، كمن يدعو بالمستحيل، كانت فحوى دعوتي تِلك أن يكون لي كتابٌ باسمي، وكم كنتُ أرها بعيدةً، ولن أنالها إلا بعد سنوات، لربما في الأربعين من عمري مثلاً! حتى جاء اليومُ الذي تعرفتُ فيه على «صُنع بأناملك» كنتُ أراها كأرض تحقيق الأمنيات! علمتُ حينها أن دعوتي لم تكن متسحيلة، وأنّها ليست بذلك البُعد الذي ظننتُه.
وربّ دعوةٍ قرّبت لي هذا الطريق ولستُ أدري، وبعد فترةٍ بدأت تلك الدعوة تتحقق شيئًا فشيئًا، حين تَمّ قُبولي في الفريق، إلى أولِ مُشاركةٍ لي في فقراتِه، إلى أول نقدٍ قُدّم في نصوصي، إلى نصوصٍ نشرت في عدّة مجلاّت، إلى مشاركاتٍ في كُتب، وصولاً إلى الحلم يا رِفاق! الحلم الذي تحقق في يونيو الماضي، وصدر كتابيَ الأول، وليدُ تعبي وجهدي، حاضِن أحزاني، ومآل آمالي:«الخلوب... مليحةُ الأثر» شعُوري اليومَ لا يُضاهِيه شعور، كمن مَلك شيئًا ظنّ أنه لن يملِكَه يومًا، كمن تعثّر كثيرًا ووجدَ أخيرًا من يمسِك يديهِ الصغيرتَينِ ويُقيمُه، كمن وجدَ نفسه بعدما بحثَ عنها عمرًا كاملاً، هكذا أنا، وجدتُني هُنا.
بُوركتم على هذه الفقرة، عُدتم بي لذكرياتٍ لطيفة، كيف كنتُ وكيف أصبحت^^ الحمد لله على أنعامِه وألطافِه!
-مريم أحمد(البتول)
تعليقات
إرسال تعليق