القائمة الرئيسية

الصفحات

دار نشرٍ ومجلة لدعم الكُتَّاب الناشئين والصاعدين.

التصرف ببديهية/ بقلم الكاتبة: دعاء الشيخي

 رد الفعل والتصرف ببديهية وأضرارهم.

نعلم جيّدًا أنّ لكلّ فعلٍ ردفعل، وفي علم النفس قيل أنّ رد الفعل هو الاستجابة لمؤثرٍ خارجي؛ ألا وهو الفعل.

كذلك أعتقد أنّ معظمنا قد مرَّ ذات مرةٍ بمواقفٍ كان رد فعله فيعا متسرعًا ومن دون أي تفكيرٍ مسبق.

يحكى أنّه في أحد الملاعب وبينما تجري المباراة، تم رمي موزة باتجاه أحد اللاعبين من الجمهور تعبيرًا عن العنصرية واستهزاءً بلون بشرته السمراء، فكان رد فعل اللاعب ردًا بديهيًا ومن دون أي إدراك حيث توقف عن اللّعب ورفض تكملة المباراة وقام بمغادرة الملعب.

في مكان أخر، حدث ذات الموقف مع لاعبٍ هو أيضًا أسمر البشرة؛ ولكن رده كان مفاجئًا حيث أنّه عندما رُمي بالموزة قام بتقشيرها وأكلها، اللاعب الأول لم يكن لديه وعيًا بداته ولم تكن لديه أي مهاراتٍ أخرى، بينما اللاعب الثاني تميّز بذكائه ومهاراته العاطفية التي جعلت الموقف إيجابيًا لصالحه.

لذا فلتعلم أنّ رد فعلك سيعود عليك إمّا بالإيجابية والتّقبل أو بالتوتر، تخيّل أنّك تحاول بكل ما تملكه من قوةٍ وعنف أن تفتح بابًا بالدفع المستمر وقد كُتب عليه اسحب!

عن حجم توترك وغضبك حينها بسبب تصرفك المتسرع.

لذا عزيزي القارئ تصرفاتك البديهية ستسبب ضررًا في حالتك النفسية أولًا لأنك ستفقد أعصابك بسرعة كبيرة، ومن ثم لن تفكر أبدًا إذ كان ردك صحيحًا سليمًا أم لا؛ لأن عقلك الآن تم ضبطه على وضع الرّد السريع مهما كان نوع الرد أو التصرف، وستصاب بالندم بعد مرور الوقت وتذكر الموقف وطريقة تصرفك، لأنك لم تحكّم عقلك في التفكير قبل أن تبادر في الرّد، وليكن رد فعلك وتصرفك صحيحًا ومن دون أن يعود عليك بالأضرار، عليك أن تكن على معرفةٍ بذاتك ولديك القدرة على إدارتها والتحكم بها، كذلك عن طريق اتقان مهارات الذكاء العاطفي التي تجعلنا نرى الموقف والحدث من منظور مختلف وواقعي دون ترتر أو غضبٍ وقلق.

لذلك فكّر بعمقٍ ملم بجميع الجوانب وحكّم عقلك للتصرف بإدراكٍ دون عبث، تحلّى بالصبر، وخذ نفسًا عميقًا قبل إبداء ردك، وابتعد كل البعد عن المبالغة في تصرفاتك لتتمكن من الوصول إلى السلام النفسي والداخلي.

———————————

بعض المعلومات درستها مع الدكتور أحمد الأسدي.🌸



-دعاء الشيخي.

تعليقات