النصيحة هي إرادة الخير للآخرين، بفعل ما يفيدهم، أو تركِ ما يضرهم أو تعليمهم ما يجهلون،
وغيرها من الأفعال الخيّرةِ، لهذا سماها النبي-صلى الله عليه وسلم- دينًا، وجعلها من حق المسلمين فيما بينهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم-( إذا إستنصح أحدكم أخاه، فلينصح له). وبايع بعض صحابته على النصح للمسلمين، قال جرير بن عبدالله "بايعة الرسول على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم".
والنصيحة مكانتها عظيمة في الإسلام، وكما أن لها منزلة رفيعة عند الله تعالى، فمن كان باذلًا للنصيحة فهو من خلفاء الله على الأرض، كما أن لها شأن عظيم، وأثر ملحوظ على حياة الفرد والمجتمع، ومن هنا يتم الإشارة إلى أنَّ النصيحة أساس بناء الأمم، ولها دور كبير في ترابط المجتمعات، وصلاحها، وعدم تفتّتِ وحدتها.
وللنصيحة آداب لإعطاءها، فلا تنصح أحدًا في العلن، ويجب أنت تكون نصيحتك صادقة، وعميقة، وكلماتها لطيفة، لينة، مليئة بالرحمة، والشغف، ويجب أن يكون الناصح عاملًا بما ينصح به غيره، ويجب أن تكون في الوقت المناسب، والأسلوب المناسب، مع دعمها بالدليل والحجة، وينبغي على المنصوح أن يأخذ بها مهما علت منزلتهُ، سواءً أن كان أبًا، مديرًا، راعيًا، ويعمل بها، ويعمل بها، ويتقبلها بقبول حسن، فهو خير الناس لأنه إستجاب للنصيحة.
وللنصيحة أثارها على اامنصوح، والغاية منها معرفة المنصوح لخطأه، وعدم وقوعه به مره أخرى، والاستفادة من خبرات غيره، ومن هم أكبر منه، وأكثر منه حنكةً في أمور الحياة وتجاربها، وأخذ العبر، والفائدة منهم.
والخطأ ليس عيبًا فجميعنا نخطئ وخير الخطائين الثوابين، والنصح خلق علينا أن نتصف به جميعنا وننتفع به وينفع به غيرنا، وعدن الإفراط في هذا الخلق و الإعراض عنه، حافظوا على النصيحة، واحرصوا على سرمديتها، فمن دونها تضيع الأمة، ويتفرق جمعها.
أحمد عبد الوهاب بشير
تعليقات
إرسال تعليق