ساد في مجتمعنا ما يسمى بالعلاقات المحرمة، وهي أكثر الأمور شيوعًا، وانتشارًا في مجتمعنا هذه الفترة، وكما أصبحت في وقتنا الحاضر من المجاهرة بالمعاصي؛ حيث أنها لم تصبح كما كانت في الماضي خفيةً وهكذا؛ ولكن الآن أصبحت بالجهر، ويفتخرون بوجود صديق أو حبيب في حياتهم، كما أنه لم يصبح لدى من يفعلها خوف من ربه على ما يفعل؛ بل يفعلها وكأنها شيءٌ عادي (وهذا من وسوسة الشيطان)، وكما نعلم أيضًا أنها في الحقيقة ماهي إلا مضيعة للوقت لا أكثر، وكثرة الإتصالات والرسائل التي بينهم بدون فائدة؛ لتكثر ذنوبهم!.
كما يظن البعض أنها علاقة لا يوجد بها ماقد يؤدي إلى الحرام، إذا كان الطرفان ينويان الحلال والخير.
حيث أن الموضوع عكس ذلك تمامًا، ومن منظورنا الديني لا يوجد ما يسمى بالعلاقات التي كهذه البتة، وإذا جئنا للمنظور الشخصي لأي شخصٍ عاقل يخاف الله؛ فسيخبرك بأنها حرام من جميع جوانبها ولا تجوز؛ لأننا في مجتمع ديني، وليس من المفترض أن يحدث فيه شيء كهذا؛ لما تسببه من مشاكل وأضرار، ولتعلم أنه لا يوجد بها نهاية سعيدة ولا أحلام وردية، فما بني على باطل فهو باطل.
ويبقى السؤال:
_ لما يلجئ المراهقون لهذه العلاقات؟
١- الفراغ: من أشد الأسباب التي تجعل المراهقين يلجئون لهذه العلاقات؛ حيث أنهم لا يجدوا شيئًا يملئون به فراغهم؛ فيلجئون لهذه العلاقة لغرض اللهو لا أكثر.
٢- رفقاء السوء: ثاني أهم شيء قد يجعلهم يدخلون لهذه العلاقات؛ فاللصديق أثر كبير في صديقه وكما نعلم(صالح الصالحين تصلح)؛ حيث أنهم من الممكن أن يدخلوك إلى طريقٍ مظلمة لا نهاية لها؛ أي أن لصديق له دور كبير في اتجاه هذا الموضوع.
٣- المشاكل والضغوطات النفسية: حينما تكون هنالك مشاكل في المنزل أو ما شابه، وحين لا يجدون من يكترث لهم؛ فيلجئون لهذه العلاقة للبحث عن شخص يحتويهم، وهذا حرام، ولا أوافقه عليه البتة! فمن المفترض كان أن يبتعد عن المشاكل ويلجئ للقرآن والصلاة أفضل له.
_ من يتحمل الخطأ؟
في مجتمعنا هذا حتمًا وبدون أدنى شك؛ هي الفتاة من ستتحمل الخطأ! فكما نعلم أننا في مجتمع عند حدوث أي شيء بين فتاة وشاب؛ يكون العبء على الفتاة، ويقولون أن الشاب كان في مرحلة طيش، وأحيانًا يقولون بأنه رجل ولا يعيبه شيء (وهذه المقولة لا صحة لها)، وحينها تتحمل الفتاة الخطأ!.
عزيزتي: أنتِ كفتاة مؤمنة بالله، يجب عليك الإبتعاد عن هذه العلاقة، ولاتدخلي في هذا البحر من المعاصي، بما قصّر عليك والدك لتخفضي رأسه بين الرجال، وتكسرين ظهره هكذا؟ لِمَ تجعلينه يقول لك "يا حسرتاه على ما ربّيت وتعبت!"، هذه الجملة حتمًا عند سماعها تجعلك تخجل، فكيف إذا قالها لك والدك؟
عزيزتي لم تكسرين ثقة والدك بك؟ استشعري قيمة أبيك، وتعبه عليك.
عزيزتي لم تكسرين ثقة أخيك، الذي عندما تهزك الدنيا ستجدينه كتفًا للإتكاء عليه، وتجعلينه يخفض رأسه خجلًا لأنك فعلتي شيء كهذا!
عزيزتي فكري في أمك! من ربتك ولم ترضى فيك السوء، ومفتخرة بك وتدافع عنك إن أخطأتِ، لِمَ تجعلينها تندم على ثقة أعطتها لك، لِمَ تجعلينها تقف حائرة كيف تخرجك من شيء كهذا؟
لِمَ تغضبين ربك وتجاهرين بمعاصيه، وتفعلين الحرام وأنت تعلمين أنه لا يجوز في ديننا؟
لم تقطعين كل هذه الروابط التي بين ربك وأهلك من أجل ولد، إذا كان يريدك حقًا؛ لما تحدث معك وجاءك من الباب، كما قال تعالى:(وآتوا البيوت من أبوابها وآتقوا الله لعلكم تفلحون)، حينها إذا كان شخصًا تقيًا يخاف الله، سيعطيك والدك له، وسيكون من نصيبك، فهو لن يرضى لابنته بالطالح؛ بل سيختار من سيكون سندًا لك ومن هو مناسب لك.
عزيزتي اخرجي من هذه العلاقة فورًا، فعواقبها وخيمة و أكبر مما تتوقعين، ستندمين حتمًا في المستقبل لفعلك لها، اتقي الله في نفسك واهلك، ومن وضعوا الثقة بك، لاتجازيهم بما يخفض رأسهم أمام الناس، لِمَ تجعلين شخصًا يكسر قلبك ويشوه سمعتك، فوالله إن سمعة للفتاة كالزجاج! إذا تكسر لا يمكن إرجاعه كما كان.
خذي بنصيحتي وابتعدي عن الأثام، ولتكوني جوهرة ثمينة صعبة المنال، اشغلي نفسك بمواهب تبدعين فيها افضل من شيء لن يجلب لك إلا المصائب، والذي لا فائدة له، فإذا كان من نصيبك سيأتيك من الباب وأمام العلن، ويصبح حلالك بما يرضي الله حتمًا لا محال.
فاطمة الجويلي
تعليقات
إرسال تعليق