القائمة الرئيسية

الصفحات

دار نشرٍ ومجلة لدعم الكُتَّاب الناشئين والصاعدين.

حنين إلى الماضي/ بقلم الكاتبة: سهام خالد

تقول: كنت جالستاً في شرفة غرفتي على كرسيِّ الخشبي بجانبي كوب قهوة عرَبية أقرأ كتابي الجديد 

بينما كنت أقرأ بحماس وقعت عيناي على جملة تقول"لقد اشتقت اليها كثيرا، منذ رحيلها وانا باهتة... " لا أعرف ماذا حدث نظرة مباشرةً الى الصورة المعلقه على يميني في الحائط 

يال جمالها، انها أُمـي 

عادت بي "ذاكرة القلب" هكذا أسميتها عند تذكر الماضي الجميل خاصة عند تذكر أمي فلا ذاكرة لعقلي حينها انما تصبحُ لقبي ذاكرة وذكرى وشوق

.. دعنا نعُد لموضوعنا

تذكرتُ عندما كُنت في الخامسة من عمري تقريباً 

جالسة في حُضن أُمـي كانت تمسك مشطاً اتذكره كان بُنيَّ كشعري المنسدل في حِجرها كانت أُمـي تمشطه بطريقة لم استطع انا فعلها حتى الأن 

اتذكر ايضا اول مرة صنعنا فيها كعكاً معاً كِدتُ اطير فرحاً لأني كسرت بيضتاً دون ان اوقعها 

ايضا من المستحيل ان انسى ذ ٰك اليوم عندما كسرت احمر شفاهها هه بعد ان جعلتُ من وجهي طماطم ومن الحائط لوحتاً فنية لاأنسى وجهها الغاضب ولا نبرة صوتها المؤنبة لي. 

ربما وقتها كان تمشيط الشعر وصنع الكعك واللعب بأحمر الشفاه اشياء عادية لاكنها الان تعنيلي الكثير، 

فِقت من حُلمِ يقظتي الجميل وإذ بـ الدموع تغلبت على رموشي من جديدٍ لتشق طريقها على خداي منتهياً بها المطاف على صفحات كتابي

مسحت دمعي الذي لافائدة منه داعيتاً لأمـي بالرحمه 

امسكتُ بكوب القهوة ويداي ترتجف اخذت اول رشفة كانت باردة كبرودة قلبي بعد الفراق.


هبت نمسة عليلة تحمل معها رائحة استغرق مني التفكير ثواني حتى استوعبتُ انها رائحة الخبز الساخن من الفرن الذي يقابل شرفتي، كان الناس مُسطفِّين  وراء بعضهم كلٌ ينتظر دوره حتى يأخذ الخبز الشهيّ لعائلته، تطاولت النظر اليهم لعلِّي اجده! لاكن لا،في الماضي كان أبـي بينهم أيضاً 

أبحرت بقاربي القلب مرّتاً اخرى في بحر الذكريات 

ألم اذكر لكم انني كنتُ جالسة في حضن أُمـي وهيا تمشط شعري!أجل حينها دق الباب فـهرعتُ مسرعة أنادي "بابا بابا" بِنشوان

فتحت الباب وإذ بي اقفز في حضنه فيحملني هو الاخر والابتسامة تشق وجهه الذي اشتاق اليه الان قائلا: ابنتـي، اخذت أُمـي عزيزتي منه كيس الخبز لتضعه في المطبخ وذهبنا نحن لمشاهدة التلفاز كانت من اجمل اللحضات عندي ولكن بما أن لاشيئ جميلاً يدوم فكما اتذكر قد انقطعت الكهرباء كعادتها ونحن في النصف الاكثر سعادة من الكرتون.

كدت اغرق في بحر الذكريات اكثر عند اكتشافي بأن قاربي"القلب" مثقوب، فقد تساقطط قطرات من بحري المالح في كوب القهوة هذه المرة بدلاً من الكتاب. 


(رحِـم الله كُلَّ أُمهاتِنا وأبائَنا وحفِظ الأحيـآءَ منهُم) 


_سهام خالد العيساوي. 



تعليقات