القائمة الرئيسية

الصفحات

دار نشرٍ ومجلة لدعم الكُتَّاب الناشئين والصاعدين.

الصحة النفسية/ بقلم الكاتبة: صابرين دباب

 الصحة النفسية


جميعنا يظن أن مركز تحكم المشاعر ومخزنه يكمن في القلب، وتلك تصورات إنسانية تنمُّ عن معتقداتٍ عتيقة سائدة، نسير على منوالها فمثلاً:- التهاب القولون العصبي له ارتباط وثيق بالمخ على عكس ما كنّا نعتقد

أنّ أسبابه الجوهرية تتمحور حول الضغوطات المتراكمة، وهذا يقودنا نحو منحدر الأمراض السيكوباتية ( النفس جسمانية )، جذورها اضطراب معين عند أحد أعضاء الجسد، مستهلكًا المعدل العام؛ للحالة المزاجية ...

أصحاب داء السكري، ومرضى القلب يعانون من القلق والاكتئاب ...

الأمر لا يخلو من الجهاز الهضمي الذي يحدث فرقا شاسعا على صحة وكفاية الفرد .

كما نبّهت منظمة الصحة العالمية أن عافية الانسان، تمتزج بصحته النفسية قائلة :- " لا صحة، بدون وقاية نفسية " .

إذا، كيف نقي ذواتنا من الأزمات الروحانية؟

أحد أعظم الخطوات للاستشفاء الذاتي هي ذكر الله، ذلك يفتح نوافذ البصيرة والتدبر الالهي الخلاّق، مترفعين عن صغائر الأمور، ممعنين التركيز فيما يخص الفواجع الهائلة، التي تتجلى فيها عظمة الله.

-سبحانه وتعالى - كثير الذكر يستحضر دوما هيمنة الخالق.

الخطوة التالية ألا وهي تقبل الأشياء المشينة من الأماكن والأشخاص؛ بيدا أنها طبيعة إنسانية بحتة.

ثالثا، إياك أن تساوي بين أفواه الناقدين، كأن تلتقط بعض الترهات عبر التواصل الاجتماعي، ويختلط عليك الحابل بالنابل!

دون التأكد من صحتها، بينما إن جاء الانتقاد من شخص يحتوي طباعك، ملم بتصرفاتك، فلا تتلكأ!

وخد بيدين تلك الحكمة البازغة في سماء الخبرة، موقنا أنها رسالة سماوية خصصت لك دون سواك.

أخيرا، العلم لا ضير أن أولى المعارف والعلوم لديهم مناعة نفسية عالية جدا؛ لتجاوز عثرات الحياة، أوليس العلم نورا؟

بنير ظلمات الجهل، بقنديل الادراك النوراني، متوجها صوب رحلة التعافي، أنت يا من ارتديت الاستطلاع عباءة فاخرة؛ فلتمضي في درب الصدق الوسيع، ودع عنك نبؤات الشك الغادر!

في الختام أود أن أدلي بوجهة نظري حيال هذا الأمر، قدرة الانسان على إدارة علاقاته بحداقة، تعكس مراياه الكامنة!

باعثة طاقات إيجابية تغمر الكون، استنادا لقول الخبراء:- " الشبيه يجذب شبيهه " 

مهما تظاهر المرء باللامبالاة تجاه منغصات العيش؛ فلغة الجسد تبرز الكثير من خفايا الذات، فاضحة جلّ المخبوء!

جزمًا عن المواقف العصيبة ...

والحل الأمثل: لتفادي كل ذلك تكون بالمواجهة وعدم اتخاذ آلية الانكار؛ لصفاء الذهن وثبات الايدلوجيات، وقتما تداهم المخ حالة طوارئ، فورا تغلق أبواب المنطق وتتخذ وسادة الراحة ملاذ.

أنّى لنا نحن ينبوع حصافة؟

وارفة تسقي شحّ القصور التحليلي، وقد غابت عن ناظرينا أشياء؟

غير ذا استعانة سبحانية قائمة على الصلوات والخلوات والدعوات إلى أن يهديك ربك سبيل الرشاد .



-صابرين دباب

تعليقات