القائمة الرئيسية

الصفحات

دار نشرٍ ومجلة لدعم الكُتَّاب الناشئين والصاعدين.

بقلم المبدعة: تيماء الطرشي

 اللغة العربية: من أسمى اللغات، وأقدمها، وأكثرها انتشارًا، حيث أنها تعتبر أُمًّا للغاتٍ أخرى.

تتميّز بالفصاحةِ، والبلاغةِ، والبيانِ؛ فقد أُنزل بها القرآن، معجزة خاتم المرسلين والأنبياء، هوية العرب وأصلهم، زادت مكانتها بعد انتشار الإسلام؛ فقد وجب على المسلمين تعلمها؛ للقيام بأمور دينهم،

تناقلتها الحضارات، واهتموا بتطويرها؛ حتى يسهل لغير العرب تعلمها، فقديمًا كانت حروف اللغة بلا تشكيل أو نقاط، والسبب في وصولها إلى ما هي عليه؛ خوف المسلمين على القرآن، كي لا يتعرض للتحريف من غيرهم، 

لغة خالدة بخلود الزمان، بهيّة النقش، وحسناء المعاني والمفردات، عزيزةٌ لا يهواها ذليل، تُضفي على متعلّميها رونقًا من أدب ورقيّ، 

بحر من علوم؛ كلما غصت فيه زاد وَلَهك بها، إحدى أصعب اللغات، يتميّز متعلموها بالحنكة، والذكاء، سيدة اللغات، تعجز الكلمات عن وصفها لما فيها من محاسن وجمال،

ومع عظيم مكانتها وقدسيتها، إلّا أنه يؤسفني ما وصل إليه أبناء العرب، فقد تركوا لغتهم واستبدلوا مفرداتها الخلّابة، بكلماتٍ ركيكة من عدة لغات أخرى، لا بأس بزيادة رصيدهم في تعلم لغات جديدة؛ ولكن عليهم المحافظة على هويتهم العربية، وعدم الإبتعاد عنها، فهي تمثّل كيانهم، وتقوي روابطهم،

عزتنا ومجدنا، لغتنا التي تحتضننا ببديع ألفاظها، وحسن كلماتها، لن تندثر ما دمنا نحملها في صدورنا، وقرآننا حافظًا لها، رمز شموخنا، وهيبتنا، عريقة فهي أصل الإسلام، توارثتها الأجيال، وحرصوا على الغوص في أعماق بحرها المليء بالكنوز والأصداف، ترعرع فينا حُبها، ومع كل مُفردة جديدة، نزداد تتيُّما بها، جليلة ترفع قدر أمّتها، فالأمم تقاس بقوة لغتها، وتسود بها.

ومن عزتها لا ينجذب إليها المستهترين بها، فنجد مُحبيها ومتحدثيها، على قدر من وقار، فتمنحهم نصيبًا من بهائها؛ تقديرًا لهم.

أيا لغتي مهما تحدثت عن ملاحتك؛ لن أنصفك، يا من يسري حبُك في دمي؛ فأنتِ انتمائي وعزتي، لغة قرآني، رقيّي بكِ، يأسرني عمقكِ، أنا الغارقةُ في حسنكِ، المنبهرة بكِ منذ الأزلِ حتى الفناء.

-

-

تيماء إمحمد الطرشي

تعليقات